فنان شامل ترك بصمة فى كل مجال عمل به سواء كممثل او منتج او مذيعا منذ بدايته عام 1959 ومن خلال هذا التعدد فى المجالات والمواهب كانت له علاقات عديدة ومتشعبة وذكريات لا تنسى..
لذلك فهو يمكن ان يطلق عليه موسوعة فنية وعلى هذا الأساس قدم برنامج فى إذاعة الأغانى بعنوان "ذكرياتى " ..إنه المبدع الفنان سمير صبرى الذى وافته المنية اليوم 20 مايو 2022 عن عمر 86 عاما داخل أحد فنادق القاهرة بعد صراع مع مرض القلب.
ولد بالإسكندرية فى 27ديسمبر عام1936،والتحق فى طفولته بمدرسة فيكتوريا كوليدج،وقد تعلق بالفن منذ صغره بسبب حبه لسماع والدته تعزف على البيانو، كما كانت خالته تلعب على العود، حيث عاش وسط عائلة تجيد الفن وتتذوقه وتحترمه سواء سينما، مسرح ،موسيقى كل ذلك شكل طفولته وصنعت شخصيته،
انفصل والده عن والدته، وكان حينها عمره 9سنوات لينتقل مع أبيه إلى العيش في محافظة الجيزة بعمارة السعوديين أو عمارة النجوم التى كان يقطن بها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ..ووجود حليم فى نفس العقار ساعد "سمير"على الانطلاق الفنى بعد أن ظهر مع العندليب فى أغنية "بحلم بيك "لأول مرة، وقد تخرج من كلية الآداب جامعة الإسكندرية ، والتحق بالعمل في الاذاعة بالبرنامج الأوروبى وقدم برنامج "مايطلبه المستمعون" وخلال نكسة 1967كان يترجم أخبار وكالة "رويترز "التى قالت إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى القناة عكس الأخبار التى كانت تطلقها الإذاعة المصرية، وتوجه على الفور إلى الإعلامى أحمد سعيد الذى قام بتمزيق الورق وقال له "إنت تقول اللى نقولك عليه بس ".
ولعبت الصدفة دورها فى اقتحامه للمجال الفنى حينما رأته الفنانة لبنى عبد العزيز فى مبنى التليفزيون مع عبد الحليم حافظ لتطلب منه ان يشاركها في احد مسلسلات الأطفال المقدمة بالإنجليزية حيث كانت تعمل حينها فى ركن الأطفال بالإذاعة المصرية ،وداخل مبنى الإذاعة تعلم سمير الكثير على كبار الأساتذة ،واعتبر نفسه تلميذا لامال فهمى، وسامية صادق، وفهمى عمر، وطاهر ابو زيد،وجلال معوض..
لينتقل بعدها للعمل بالتليفزيون من خلال برنامج "النادى الدولى "الذى حقق شهرةواسعة من خلاله ونجاح ،إلا إن البرنامج توقف فى عهد الرئيس انور السادات وتم منع سمير من الظهور فى التليفزيون بسبب الفنانة فيفى عبده والتى قالت إنها من قرية ميت أبو الكوم وهى مسقط رأس "السادات " فقال لها دون قصد "هى ميت ابو الكوم بتطلع رقاصين" !
وقد شهدت فترة الستينيات من القرن الماضي البداية الفنية له من بوابة فيلم "اللص والكلاب "عام 1962واتبعه بالعديد من الأعمال السينمائية أبرزها "زقاق المدق "،"أخطر رجل في العالم "،"البحث عن فضيحة"و"عالم عيال عيال"وغيرها ،وقد أسس شركة إنتاج فنى وأشرف من خلالها على أفلام "جحيم تحت الماء "،"انذاربالقتل"،"دموع صاحبة الجلالة "وأفلام اخرى عديدة..وكان له صوت عذب لذلك قدم عروض غنائية عدة فى أفلام "حب وكبرياء "،"فى الصيف لازم نحب "،وغيرها من الأفلام منهم "نص ساعة جواز "الذى شارك فيه الفناة شادية بالغناء معها بالفيلم حيث كان يحبها منذ كان صغيرا حتى أنه قال لها بعد مشاركته بالغناء معها "كنت عايز اتجوزك وانا صغير"حيث ذكر انه كان معجبا بها لدرجة انه كان يغير عليها من الفنان الراحل كمال الشناوى.،وكان سعيد عندما تزوجت من عماد حمدى وليس "الشناوى".
خلال تصوير فيلم "حكايتى مع الزمان "كان من المقرر أن يقبل الفنانة وردة فى احداث الفيلم إلا أن زوجها الملحن بليغ حمدي رفض ذلك بشدة، كما تغيرت نهاية الفيلم بسبب تدخل الفنان الراحل رشدى أباظة الذى قال للمخرج حسن الإمام "مفيش واحدة ست تتاخد من رشدى أباظة "بعد أن كان من المفترض أن يترك حبيبته ويرحل..ليقرر المخرج إنهاء الفيلم على سمير صبرى وهو يحيى الجمهور.
وقد شارك سمير فى العديد من المسلسلات التليفزيونية أبرزها "ياورد مين يشتريك "،"قضية رأى عام "،"ملكة فى المنفى"، وكان اخر اعماله مع النجم عادل إمام فى مسلسل "فلانتينو"، ومع اهتمامه بالمجال الفنى لم يهمل البرامج التليفزيونية فقدم برامج "الفرقة 16"،"هذا المساء"وكان زمان"على التليفزيون المصرى وبرنامج "ماسبيرو"على فضائية Ten..وخلال عمله ببرامج فى التليفزيون تمكن من إجراء حوارات مع شخصيات مختلفة منها الملاكم محمد على كلاى،السلطان قابوس بن سعيد، الإمام موسى الصدر،هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى الأسبق وغيرهم .
كما ان عمله بالفن جعل له صداقات وعلاقات انسانية مع مختلف الفنانين والمخرجين .. حيث كان يعتبره المخرج الراحل حسن الإمام فى منزلة إبنه، وذكر إن الإمام كان له فضل كبير عليه فى مشواره الفنى، كما اشتهر سمير بانه كان إنسان بمعنى الكلمة..وله مواقف انسانية عديدة ويذكر منها إنه كان سبب فى عودة الفنانة الراحلة سامية جمال إلى الرقص مرة أخرى رغم أن عمرها كان 60عاما عندما علم بمرورها بضائقة مالية شديدة، أيضا كان حريص السؤال على الفنانة الراحلة تحية كاريوكا ويودها بشكل دائم حتى اخر أيامها.
تزوج سمير مرة واحدة فقط من سيدة إنجليزية تدعى "مورين "دون علم أهله، وتعرف عليها من خلال عمله لفترة قصيرة كمعلم فى مدرسة إنجليزية للبنات وتزوجها وعمره 16عاما وكان طالبا بكلية الآداب حينها وانجب إبنه الوحيد "جلال "ويعمل طبيبا في لندن حاليا، وقد أحب الفنانة سماح أنور لكنه لم يتزوجها نظرا لفارق السن بينهما والبالغ 22عاما رغم أنه كان قد أشترى الدبل.
لقب سمير "بملك الأفراح "وكان الموسيقار عمار الشريعى وراء هذا اللقب عندما ذهب معه سمير إحدى الأفراح وقال الشريعى "معانا النجم سمير صبرى ملك الافراح " وكان دائم التواجد معه فى منزله حيث كانت تربطهما علاقة صداقة.
تم تكريمه في كلية الآداب جامعة الإسكندرية أثناء إحتفال الكلية باليوبيل الماسى، كما كرم من الجامعة البريطانية عن مجمل اعماله الفنية، وحصل على الدكتوراه من جامعة "وورويك"الانجليزية عن رسالة قدمها عن "أثر السينما المصرية على المجتمع العربى منذ الأربعينيات وحتى الثمانينيات "ونال جوائز عن عدة أفلام منها "الإخوة الأعداء "و"بالوالدين احسانا"واعتبر أن هذا الفيلم ه قو الذى قدمه للجمهور بشكل حقيقى.
سيظل المبدع سمير صبرى حاضرا بأعماله التى وصلت إلى 138فيلما ، وبرامجه التى قدمها على مدار 63عاما هى مشواره الإبداعي رغم الرحيل.