يبدو أن الكاتب المبدع الراحل اسامة انور عكاشة يأبى أن يبتعد عن جمهوره بأعماله الخالدة فى ذكراهم مثل "ليالى الحلمية "و"الشهد والدموع "و"ارابيسك "وغيرها من الاعمال الدرامية التى كانت ومازالت راسخة فى وجدان ملايين المشاهدين لتطل علينا روحه هذا العام خلال شهر رمضان منذ رحيله في شهر مايو٢٠١٠ من خلال مسلسل "راجعين ياهوى " والذى سبق تقديمه فى الإذاعة بنفس الاسم عام ٢٠٠٤ وقامت ببطولته منة شلبى، وحقق العمل الاذاعى فى ذلك الحين نجاح كبير وكان يعد من أشهر المسلسلات الاذاعية، ليتم التعديل فى العمل ليناسب العصر وتحويله لمسلسل تليفزيونى يحمل نفس الإسم..
الذى حقق نجاح سابقا ،وكتب السيناريو والحوار للعمل محمد سليمان عبد المالك الذى إستطاع أن يحافظ على مضمون القصة رغم بعض التعديلات ،والعمل يدور فى إطار اجتماعى حول فكرة العائلة غير المترابطة ومحاولة إعادة لم الشمل ونجح المخرج محمد سلامة فى اختيارأماكن تتناسب مع روح العمل مثل الجمالية ومصرالقديمة،وظهرت تلك الاماكن بصورة مبهرة وكأنها لوحة فنية حيث الشوارع نظيفة والحرص على
إظهار المبانى الأثرية والشوارع العتيقة ..كل ذلك جعلنا نشعر بروح عكاشة الذى كانت أعماله بمثابة تشريح للعلاقات الإجتماعية بصورها المختلفة من خلال الحارة المصرية سواء المغربلين او الجمالية.. لذلك حظى العمل بالمشاهدة وحقق نجاح كبير نظرا لقدرة النجم خالد النبوى على تجسيد شخصية بليغ ابو الهنا باقتدار وبشكل راقى وبسيط حتى تسللت لقلوب مشاهديه بسلاسة ،كما قدمت انوشكا دور من أجمل ادوارها الارستقراطية التى اعتادت تقديمها فى الدراما التليفزيونية، وقدمت الفنانة وفاء عامر دور مختلف عما قدمته من قبل بشكل كوميدى وهو مااتمنى ان تحرص على تقدميه الفترة المقبلة بما تتمتع به من خفة ظل .
والعمل ضم الى جانب كبار النجوم مواهب فنية شابة لفتت انتباه المتابعين للعمل ومنهم الفنان الشاب نور خالد النبوى وهو فنان واعد رغم الشبه الكبير بينه وبين والده حتى فى الصوت إلا أنه له شخصيته الواضحة التى تعلن عن مولد نجم جديد بالإضافة للعديد من المواهب الواعدة ،وكان لأغنية التتر بصوت المطرب مدحت صالح بالغ الأثر فى تعميق روح الحنين للماضى وكانها تاكيد لروح عكاشة وهو يقول "اشتقتلكم يلى وحشتونى " .. لذا فالعمل إستطاع بحق أن يشكل لوحة فنية متكاملة .